5 Simple Techniques For الحرية الشخصية



تبرز هنا دائما اشكالية فلسفية دينية في الجمع بين علم الخالق المطلق (حسب الاعتقادات الدينية) وحرية الاختيار الإنساني، هذه القضية وإن كانت دوما مكان جدال مستمر في المدارس الفلسفية المختلفة فإن معظم التوجهات الدينية تنحو إلى مواقف وسطية تثبت العلم المطلق للخالق (و هو أمر لا مفر منه في أي عقيدة دينية) مع حرية اختيار الإنسان (و هو امر لازم لإثبات مسؤولية الإنسان تجاه أفعاله وهذا ما يبرر العقاب الأخروي في العقائد الدينية).

الحرية الشخصية لا تعني التعدي على حريات الآخرين- سلاح ذو حدين

تعزز الحرية الشخصية في حياة الإنسان الديمقراطية، وبذلك فهي تقوي نظام البلد الديمقراطي، فالقوانين التي تدعم الحرية الشخصية وتمنع أي تدخل في حياة أي إنسان فهي بذلك تدعم فكرة تقبُّل الآخر والاحترام المتبادل، وهذا إنجاز عظيم في تاريخ البشرية.

وعدم استيعاب البعض لذلك هو ما يؤدي لسوء فهمهم لأن يكون لكل إنسان حريته وفضاؤه الخاص به دون تدخل من أحد".    

أعطى الإسلام للفرد العديد من أشكال الحريات، ولعلّ أهمّ أشكالها هي الحرية الشخصية، وقد بدا ذلك جلياً واضحاً من خلال وضع الإسلام للعديد من التعاليم من ضمنها أنّ كلّ إنسان حرٌ بذاته، ولا سيادة لأحدٍ على أحدٍ تحت أي ظرفٍ من الظروف، كما لم يفرّق الإسلام بين الإنسان الحر أو العبد في الحقوق فقد عاملهم معاملةً واحدة، ومن المعروف بأنّ الناس في الدين الإسلاميّ سواسيةٌ كأسنان المشط لا فضل لأحد على أحد إلّا بالتقوى والقرب من الله سبحانه وتعالى. دعى الإسلام إلى تحرير رقاب العبيد والتخلّص من صور العبودية التي كانت موجودةً في الجاهلية من خلال العديد من التعاليم الدينية، بالإضافة إلى تقرير الإسلام لحرية العقيدة والتوحيد، وقد تمثل ذلك في قوله تعالى: (وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَن فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا ۚ أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّىٰ يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ)،[٣] بالإضافة إلى حرية الكسب، والتملك، حيث أعطى الإٍسلام الحرية الكاملة للإنسان في التملك من خلال العمل المشروع، على عكس العديد من الأنظمة السياسية العالمية التي تحرّم امتلاك الممتلكات المختلفة وتنسبها جميعاً لدولةٍ معينةٍ، أو فئة محدّدةٍ من الناس.[٤]

في هذا السياق، تعتبر حدود الحرية الشخصية من الموضوعات المحورية فالحرية لا الحرية الشخصية تعني التعدي ولكن لها حدود ومن أهمها:

أ- عدم التعرض بالإساءة لمعتقدات الآخرين، كون المعتقد هو المؤثر الأول في المشاعر الإنسانية، والإساءة له تثير ردود أفعال غير محسوبة من أصحاب المعتقد.

أيضاً تحدد لك المحل المناسب لتمارس به حريتك من خلال منحك مساحتك الشخصية أو الزمن الذي عليك أن تمارس حريتك الشخصية فيه؛ لأنَّ من خلال مثل هذه الشؤون ستستطيع إنجاز الإبداع والإنتاجية بشكل كبير وكافٍ، وتجعل منك إنساناً أكثر هدوءاً واستقراراً وتقوم بتوفير الفرص لك لتستطيع تطوير ذاتك والعمل على تنميتها.

تحية لكل القائمين ايضا على الصفحة لاهمية المواضيع المختارة و المساحة الرائعة لجعلنا نتفاعل رغم اختلاف التجارب و المشارب.

المدرسة لها الدور الأعظم في تاسيس اجيال تربى على احترام الاراء والتفكير النقدي العميق

للوهلة الأولى يبدو الجمع بين الحرية والإسلام تناقضا بيّنا: فالدين قائم على العبودية لله "وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون" الآية، أما الحرية فتبدو الحرية على الضد من ذلك تماما، انطلاقا من كل قيد، وهو ما سوغ لحزب التحرير رفع شعار "لا حرية في الإسلام".

وعلى هذا النحو، نجد أن الحرية والمسؤولية في المجتمع يجب أن تكونان وجهين لعملة واحدة، لضمان تقدير الحقوق والواجبات المتبادلة بين الأفراد.

ولكن هناك مثال للتفكر: المجتمعات التي تميل للفردانية والحرية في العالم، أغلبها مجتمعات مهتمة بالحرية لأسباب اقتصادية، وتكون المناداة بحرية الفرد هو مجرد تعزيز للحالة الاقتصادية، وبالتالي فنحن نتحدث عن نظام اقتصادي معين، وهو الآن «الرأسمالية».

ولكن ما يحول دون احترام المساحات والحريات الشخصية في كثير من الأحيان، هو أن بعض المجتمعات العربية "ذات نسق منغلق تفرض نمطا من العلاقات فيه قدر من المساندة بما يتيح التدخل في تفاصيل حياة الغير"، على حد تعبير البغدادي، التي تضيف بأن "البعض يعتبر التدخل حق يستبيح معه تتبع خطوات الآخر والتعرف علي تفاصيل حياته.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *